ما هي موارد أرباح اليوتيوب الأساسية؟
بالنسبة للكثير من صانعي المحتوى، هناك ناحية واحدة وأساسية تخطر بالبال عند الحديث عن أرباح اليوتيوب. وهذه الناحية هي بالطبع الإعلانات التي تشكل الأساس في الصناعات الإعلامية المختلفة اليوم، سواء التقليدية منها مثل التلفاز والراديو، أو الحديثة مثل المدونات وقنوات يوتيوب. لكن الواقع هو أن هناك عدة قنوات أساسية من الممكن أن تحقق الربح لمنتج المحتوى، والإعلانات ليست سوى واحدة منها فقط.
أرباح اليوتيوب من إعلانات ادسنس (AdSense)
في الواقع أرباح اليوتيوب من أدسنس لا تزال أكثر طريقة شائعة للربح من يوتيوب، لكنها الأدنى دخلاً عادة
هذا النوع من الربح هو الأكثر انتشاراً وكذلك الأكثر استقراراً بين مصادر الربح الأخرى. حيث أن الربح هنا يأتي من الإعلانات التي تظهر قبل أو أثناء تشغيل الفيديو للمستخدمين. هذه الطريقة عادة ما تكون الوحيدة المستخدمة من معظم منتجي المحتوى وبالأخص في المنطقة العربية. لكن ومع أن هذه الطريقة تقدم أرباحاً مستقرة نسبياً وتتعلق بعدد المشاهدات بالدرجة الأولى، فالربح منها منخفض للغاية عموماً وبالأخص في المنطقة العربية.
في الواقع بعض البلدان العربية لا تظهر فيها الإعلانات أصلاً (مثل سوريا والسودان) ولا يمكن تحقيق أي ربح منها بهذه الطريقة. وحتى في البلدان الأخرى مثل السعودية ومصر والإمارات وسواها، فأرباح الإعلانات هي واحدة من الأدنى في العالم. حيث أن الشركات الأجنبية قليلة الاهتمام بالتسويق للمنطقة العربية، والشركات العربية نادراً ما تستخدم منصات الإنترنت للإعلان أصلاً.
لتخمين أرباح اليوتيوب التي تأتي من إعلانات AdSense يجب أخذ عدة عوامل بعين الاعتبار في الواقع. العامل الأول والأهم هو عدد المشاهدات، وعدد الإعلانات في كل فيديو. حيث أن 2000 مشاهدة وإعلان واحد في الفيديو، تجلب أقل من 1000 مشاهدة فقط لكن مع 3 إعلانات في الفيديو. بعد ذلك هناك معدل الربح لكل 1000 مشاهدة، وهذا العدد متغير بشكل كبير تبعاً للقناة والمنطقة الجغرافية وعوامل أخرى.
عموماً وفي الحالة العادية مع إعلان واحد في الفيديو، فمتوسط الأرباح غالباً ما يكون حول 0.5 دولار أمريكي لكل 1000 مشاهدة أو أقل. وفي حال كانت نسبة كبيرة من جمهورك لا تشاهد إعلانات أصلاً (كما في المنطقة العربية) فمن الممكن أن تكون الأرباح أقل حتى.
شروط الحصول على أرباح اليوتيوب من إعلانات ادسنس (AdSense)
بالطبع فالمشاهدات وحدها غير كافية للربح أبداً. بل يجب أن تكون قناتك قد تم الموافقة على جعلها شريكة أولاً، وأن تكون مقاطع الفيديو التي تنشرها تلتزم بالمعايير العامة والصارمة للغاية لموقع YouTube. وهنا بعض من الشروط الأساسية التي يجب الالتزام بها للحصول على أرباح اليوتيوب:
الحد الأدنى من المشتركين والمشاهدات
خلال فترة من الفترات كان من الممكن لأي قناة تقريباً أن تبدأ بالنشر ومن ثم تحصل على الربح بسرعة. لكن الآن لا يمكن لأي قناة أن تصب شريكة وتربح من الإعلانات إلا بعد أن تحقق شرطي الاشتراك والمشاهدات. حيث يجب أن تمتلك القناة 1000 مشترك على الأقل، وأن تكون قد جمعت 4,000 دقيقة من المشاهدات خلال العام السابق. وحتى بعد تحقيق هذين الشرطين، يجب أن يقوم YouTube بمراجعة القناة ليوافق عليها، وهو أمر قد يتأخر لأشهر في بعض الحالات.
عدم رفع أي محتوى مسروق ومخالف لحقوق الملكية
باختصار ولتتمكن من جني أرباح اليوتيوب يجب أن تبذل الجهد لإنتاج المحتوى الخاص بك. لذا فسرقة الفيديو لإعادة رفعه أو محاولة نشر أغاني أو مسلسلات أو سواها ستتسبب بحرمانك من الربح، بل وحتى حظرك في بعض الحالات. في الواقع وحتى في حال كنت قد رفعت محتوى خاصاً بك، لكنك استخدمت أغنية في الخلفية، فمن الممكن أن يحذف الفيديو وتحصل على تنبيه بسبب الأمر.
بالطبع هناك حالات قليلة يحق لك فيها استخدام مواد تمتلك حقوق ملكية، مثل مراجعات الأفلام وتقييمها مثلاً، لكن في الغالبية العظمى من الحالات يجب أن تتجنب أي محتوى يمتلك حقوق ملكية. وبالنسبة للموسيقى مثلاً هناك في الواقع العديد من الخيارات المجانية والتي لا تتسبب بمشاكل والتي تناولناها في مقال سابق.
تجنب المحتوى الإباحي بشكل كامل
باختصار، سياسات يوتيوب لا تسمح بالمحتوى الإباحي أبداً، ومحاولة رفع صور أو مقاطع فيديو عارية من الممكن أن تتسبب بحذف الفيديو وحظر حساب صاحب القناة حتى في بعض الحالات. هناك حالات قليلة جداً يتم السماح فيها بمحتوى يتضمن ايحاءات أو تلميحات جنسية، لكن بالنسبة للمحتوى الإباحي فالسياسة واضحة تماماً ضده.
عدم رفع الفيديو الذي يتضمن العنف أو التشجيع عليه بأي شكل
المحتوى العنيف يتضمن حالات الشجار الدموي أو القيام بتعذيب الحيوانات أو غيره من المحتوى الغير مناسب. لكنه يشمل حتى أموراً أخرى مثل التحريض ضد فئات أو أشخاص وتهديدهم بالعنف أو الأذى. في الواقع وحتى في الحالات التي لا تتضمن تهديداً مباشراً بالعنف، بل أن الأمر هو دفاع عن جماعات معروفة بميولها العنيفة، فمن الممكن أن تتعرض القناة للملاحقة نتيجة الامر وواحدة من أولى العواقب هنا هي خسارة أرباح اليوتيوب أو القناة بأكملها.
تجنب الأساليب المضللة مثل صور المصغرات والوسوم
في الواقع فاستخدام صور المصغرات المضللة لن يؤدي لحرمان منتج المحتوى من أرباح اليوتيوب بشكل مباشر حقاً. لكن هذه الأساليب المخادعة محاربة بشدة من قبل الموقع، ومع أنها كانت فعالة في جذب المشاهدين في فترة من الفترات، فهي تعطي أثراً عكسياً اليوم وعادة ما يؤدي استخدام هذه الأساليب المضللة لتقليل وصول الفيديو إلى المتابعين أو إزالته من الاقتراحات للمشاهدين الآخرين.
أرباح اليوتيوب من عقود الرعاية والترويج للمنتجات
في المنطقة العربية من النادر جداً مشاهدة أي منتجات مرعية إلا في مجال المكياج والتجميل وعلى نطاق ضيق كذلك.
لا يزال هذا النوع من طرق تحقيق أرباح اليوتيوب جديداً نسبياً. حيث أنه بدأ بالظهور في السنوات الأخيرة وانتشر بشكل كبير للغاية حيث بات من الصعب مشاهدة فيديو لمنتج محتوى شهير دون أن تجد الكثير ذكراً لكون الفيديو مرعي من قبل SquareSpace أو Dollar Shave Club أو غيرها. ببساطة مبدأ عمل هذا الأمر هو أن يقوم منتج محتوى مع عدد كافٍ من المتابعين الذين يستطيع التأثير فيهم بالحديث عن منتج أو خدمة ما، وبالمقابل يحصل على عمولة من الأشخاص الذين يستخدمونها.
حالياً وعلى الرغم من كون هذا النوع من التمويل شائعاً للغاية بين منتجي المحتوى في الولايات المتحدة وأوروبا، فهو قليل للغاية إن لم يكن شبه معدوم حتى في المنطقة العربية. والسبب هنا ببساطة مشابه لمشكلة الإعلانات في المنطقة العربية، حيث الشركات العالمية غير مهتمة بجذب مستخدمين عرب، والشركات العربية غير مهتمة بالإعلان الإلكتروني حقاً. لكن وعل الرغم من ذلك فيبدو أن نوعاً محدداً من هذه الإعلانات ناجح حالياً، وهو مجال مستحضرات التجميل.
ببساطة العديد من القنوات الخاصة بالمروجين على الإنترنت سواء كان ذلك عبر YouTube أو Instagram أو غيره يتواصلون مع شركات المكياج ومستحضرات التجميل لرعايتهم جزئياً. ومع أن الأمر يقتصر في معظم الحالات على مستحضرات تجميل مجانية مقابل عرض هذه المستحضرات ومدحها في المحتوى المنتج على قنوات الماكياج، فبعض القنوات الكبيرة تستطيع التفاوض لصفقات أفضل تعتمد على عدد المتابعين والمشاهدين المعتادين، والتوزع الجغرافي لهؤلاء المتابعين ضمن أماكن نشاط الشركات.
أرباح اليوتيوب من بيع المنتجات المباشر
معظم المنتجات التي يبيعها صانعوا المحتوى بسيطة عادة ولا تتضمن الكثير من التعقيد، فقط شكل مطبوع على قالب مسبق.
من المهم التنويه هنا إلى أن هذه الطريقة شبه معدومة الفائدة في المنطقة العربية حالياً. لكن ومع أن الطريقة قد تحتاج سنوات تالية لتصبح فعالة حقاً فهي تستحق تناولها. حيث أن الفكرة هنا هي قيام منتجي المحتوى بتصميم بعض المنتجات البسيطة مثل القمصان والقبعات والملابس عموماً، بالإضافة لأشياء أخرى مثل علاقات المفاتيح أو حتى فناجين القهوة الكبيرة. الفكرة هنا ببساطة هي أن متابعي القناة يقومون بشراء هذه المنتجات لاستخدامها كدليل لإعجابهم بمحتواها، وكطريقة لدعمها للاستمرار كذلك.
في حال تم تطبيق هذه الاستراتيجية في مكان ووضع مناسب، فمن الممكن أن تجلب الكثير من الأرباح والعائدات المالية في الواقع. واليوم بعد انهيار عائدات إعلانات AdSense أصبحت هذه الطريقة هي مصدر التمويل الأساسي للكثير من منتجي المحتوى الكبار. لكن وعلى الرغم من أن عائدات هكذا طريقة من الممكن أن تكون كبيرة للغاية، فهي تحتاج للكثير من المقومات لتنجح، وهذه المقومات للأسف غير متوافرة حالياً في المنطقة العربية، لكن أهمها هي:
كون منتج المحتوى يمتلك كاريزما عالية ويمتلك معجبين أوفياء
بالنسبة لمنتج المحتوى العادي والذي لا يمتلك ما يميزه حقاً، فمحاولة التمويل عن طريق بيع المنتجات ستكون فاشلة حصراً. حيث أن مجاح الأمر يعتمد على مدى محبة الجمهور لمنتج المحتوى وتعلقهم به، وحتى مع وجود العديد من المعجبين، يجب أن يكون هناك معجبون مخلصون كفاية ليصرفوا المال لشراء المنتجات حقاً من منتج المحتوى. وبالطبع فهذا الأمر صعب للغاية أصلاً، وفي المنطقة العربية يصبح أصعب حتى مع وجود عدد صغير جداً من منتجي المحتوى الناجحين إلى هذه الدرجة.
وجود بنية تحتية تسمح باستقبال الطلبات والتعامل معها وتلبيتها
في الولايات المتحدة مثلاً بيع المنتجات سهل كفاية بحيث يمكن تصميم شكل وشركة مثل Amazon تتكفل بكل شيء من التصنيع والتوزيع والبيع.
في الواقع هذا الشرط المهم للغاية يمتلك الحالة الأسوأ في المنطقة العربية. حيث أن منتجي المحتوى عادة ما يمتلكون متابعين في عدة بلدان مختلفة، أي أن أي عمليات بيع هنا تحتاج للتصدير والاستيراد والموافقات وتكاليف مالية هائلة عدا عن التعقيدات الأمنية الشديدة. حيث المشكلة هنا تعود للجغرافيا من جهة، وكون المنطقة العربية لا تمتلك سوقاً مفتوحة أو علاقات اقتصادية جيدة حتى مع بعضها البعض. فبالمقارنة مع السوق الأوروبي أو السوق الأمريكي يبدو التعامل مع الأسواق العربية أشبه بكابوس في الواقع.
توافر خدمات الدفع الإلكتروني على نطاق واسع
في أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي، يمتلك معظم الأشخاص خدمات دفع إلكتروني بفضل انتشار البطاقات الائتمانية على نطاق واسع. لكن في المنطقة العربية لا تزال خيارات الدفع الإلكتروني محدودة للغاية أو حتى معدومة لدى الغالبية العظمى من الأشخاص. بالنتيجة فمحاولات بيع المنتجات من قبل منتجي المحتوى لا تزال محدودة للغاية وغير فعالة حقاً.
الدعم المباشر لمنتج المحتوى عبر منصة Patreon
بالنسبة لمن يمتلكون متابعين أوفياء، باتريون هو الطريقة المثالية لتمويل صنع المحتوى.
بشكل مختصر، فمنصة Patreon هي منصة مختصة بوصل منتجي المحتوى بمعجبيهم الأشد، وتتيح الفرصة للمعجبين لدعم منتجي المحتوى الذين يفضلونهم. بالطبع فالمنصة تتيح تحويل المال بشكل مباشر، لكن طريقة استخدامها الأكثر شيوعاً هي الدعم المستمر بشكل شهري وبمبالغ صغيرة نسبياً. بهذه الطريقة من الممكن لمنتجي المحتوى التركيز على إنتاج الأشياء التي يحبها متابعوهم كونهم مستقرون مادياً، ومن الممكن للمتابعين مشاهدة المحتوى الذي يحبونه مقابل مبالغ صغيرة للغاية.
حالياً تعد هذه الطريقة ناجحة للغاية بالنسبة لمنتجي المحتوى الصغار ومتوسطي الشهرة حتى، كما أن الكثير من منتجي المحتوى يقدمون هدايا من نوع ما لداعميهم مثل الوصول للمحتوى قبل نشره حتى، أو تتبع سير إنتاج المحتوى والتواصل بشكل مباشر مع صانع المحتوى. ومع أن الطريقة لا تزال تواجه صعوبات كبرى في العالم العربي للأسباب المذكورة في الفقرات السابقة، فهناك بعض قصص النجاح القليلة مع منتجي محتوى مدعومين بشكل شبه كامل من متابعيهم المخلصين.
هل من الممكن أن يكون YouTube مصدر دخل حقيقي على المدى البعيد؟
بالنسبة للكثيرين من الشباب العربي اليوم، يبدو موقع يوتيوب كمكان لتحقيق الأحلام والوصول للثراء. أو على الأقل تحقيق دخل يجعله عملاً بديلاً للعمل التقليدي. فالموقع الشهير لا يزال حديث العهد نسبياً للمستخدمين العرب، والساحة لا زالت مفتوحة لظهور نجوم جدد. لكن وعلى الرغم من الصورة الوردية التي يرسمها نجاح بعض الشخصيات الكبيرة في المجال بتحقيق ثروات كبيرة من الموقع، فالواقع بعيد عن الصورة التخيلية للغاية.
حالياً هناك أمل لبعض منتجي المحتوى بتحقيق ربح كافٍ لتغطية مصاريفهم أو ربما استبدال العمل التقليدي. لكن هذا الأمل يعتمد على فرصة صغيرة للغاية أصلاً بتحقيق النجاح. ومن ثم يصبح الأمر الصعب هو الحفاظ على النجاح في الواقع، وهذا أصعب في الواقع من تحقيق النجاح في البداية حتى. ومع أن الأمر ربما يكون محبطاً للبعض، فالدخول في عالم يوتيوب مع وضع المال كمحرك أساسي ليس فكرة صائبة حقاً.
العوائق التي تقف أمام كون يوتيوب مصدر دخل فعال في المنطقة العربية
بالإضافة للمشاكل الموجودة أصلاً في الاعتماد على أرباح اليوتيوب كمصدر حقيقي للدخل، هناك مشاكل أخرى عديدة تلاقي منتجي المحتوى في المنطقة العربية. وحتى بالنسبة لمن يحققون نجاحاً سريعاً فالأمر يبقى غير مستقر حقاً. هنا عموماً أهم المشاكل التي تقف في سبيل كون يوتيوب مصدر دخل حقيقي:
أرباح اليوتيوب من الاعلانات غير مستقرة حقاً ومنخفضة عموماً
كما ذكرنا أعلاه، فأرباح صانعي المحتوى من اعلانات AdSense في المنطقة العربية منخفضة جداً بشكل يجعل أرباح اليوتيوب أصغر من أن تكفي حقاً لصانعي المحتوى الصغار أو حتى ذوي أعداد المشتركين المتوسطة. وليزداد الطين بلة ربما، فموقع YouTube يتعرض لمشاكل بشأن إعلاناته طوال الوقت بسبب تخوف الشركات من الاعتماد على الإعلان ضمنه. وما حصل عام 2017 من انهيار لأرباح الإعلانات لا يزال عالقاً في الذاكرة حتى الآن.
لا توجد أي طرق تمويل أخرى لمنتجي المحتوى العربي
إذا نظرنا بشكل واقعي للمحتوى العربي على يوتيوب، سيكون من الواضح أن القنوات العربية تعتمد حصراً على الإعلانات. حيث أن عقود الرعاية ليست منتشرة أبداً، وبيع المنتجات خيار غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع أصلاً، وأخيراً فالدعم المباشر من المتابعين صغير للغاية في الحالات النادرة التي يوجد فيها أصلاً. باختصار صانعو المحتوى العربي اليوم تحت رحمة اعلانات AdSense حصراً. وأي شخص يعتقد أنه سيحقق الثراء من الموقع واهم على الأرجح.
خوارزميات يوتيوب من الممكن أن تنهي مسيرة أي صانع محتوى بسرعة
منذ بدأ موقع يوتيوب بالانتشار على نطاق واسع للغاية مر بعدة مراحل مختلفة يمكن ملاحظتها من القنوات الكبرى ضمنها. ففي البداية كانت قنوات الرسوم المتحركة هي المسيطرة. من ثم تغيرت الخوارزمية لتفضل النقرات وتعطي القنوات ذات الصور المضللة أفضلية هائلة، ومن ثم عادت الخوارزمية للتغير مجدداً لتفضل وقت المشاهدة وتعطي قنوات الألعاب اليد العليا ضمن الموقع.
في الواقع من الصعب أن تمر سنتان دون أن يتغير شكل الموقع والقنوات الكبرى فيه بشكل جذري. حيث أن كل تغير في خوارزمية يوتيوب يقتل العديد من القنوات بينما يؤدي لانتشار سريع لقنوات أخرى. بالنتيجة فالغالبية العظمى من منتجي المحتوى الناجحين تركوا الموقع مرغمين بعدما أفشلتهم الخوارزميات الجديدة. وأياً كان نوع المحتوى الذي تنوي تقديمه، فقد يتم قتله لاحقاً بتحديث للخوارزمية في أي وقت.
للأسف من الواضح أن الموقع غير مستقر حقاً من حيث نوع المحتوى الذي يعرضه. ومن السهل ملاحظة عشرات القنوات الميتة التي تركها أصحابها أو قللوا اهتمامهم بها نتيجة تغير الخوارزمية. لذا فالتفكير بأي شيء على المدى البعيد ليس فكرة جيدة حقاً، وحتى في حال نجحت بالوصول لنجاح كبير في البداية، يجب أن تفكر دائمة بمسار بديل لك في حال فشل مشوارك على الموقع (وهو الأمر الأرجح الحدوث بغض النظر عن جودة ما تقدمه.