لماذا الخرائط الصينية مشوهة وتفتقد للدقة
عند مطابقة الخريطة مع صور الأقمار الصناعية يظهر الخطأ الواضح في الخرائط.
من المعروف أن الصين تحاول دائماً أن تعزل ما هو داخلها عن العالم الخارجي، وأشهر مثال على ذلك هو “الجدار الناري العظيم” الذي يحجب آلاف المواقع المختلفة بما فيها جميع منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية والغالبية العظمى من مواقع الأخبار والصحف.
لكن وبالإضافة للإنترنت، فالصين حساسة جداً تجاه أية معلومات ضمنها، لذا يمنع القانون الصيني أية شركات أو أفراد أجانب من رسم أية خرائط أو مخططات للصين، وحتى للصينيين أنفسهم يعد الأمر محظوراً إلا بالحصول على إذن مسبق تمتلكه عدة شركات فقط.
بالنتيجة تستخدم خدمات الخرائط العالمية مثل Google Maps نسخاً مرخصة من شركات محلية، لكن هذه النسخ من الخرائط تأتي مشوهة مسبقاً وبشكل عشوائي. حيث لا يكون أي شيء في مكانه الحقيقي، بل يتم تحريكه لمسافة بين 100 و600 متر باتجاه عشوائي، وكون التحريك ليس موحداً لكل عناصر الخريطة، ينتج خرائط غير قابلة للاستخدام في الملاحة أبداً.
الأمر لا يقتصر على الخرائط فقط، بل يمتد إلى نظام التوجيه العالمي GPS، حيث تباع الهواتف في الصين مع شريحة GPS تشوه الإشارة تلقائياً وتتسبب بهامش خطأ يصل حتى 500 متر، وحتى الهواتف المباعة خارج الصين تقوم بنفس الأمر بمجرد رصدها كون المستخدم في الأراضي الصينية، حيث أن الشركات العالمية مرغمة على إرضاء الحكومة الصينية كون الهواتف ومعظم مكوناتها تصنع هناك.
اقرأ المزيد: أفضل برامج خرائط بدون إنترنت لتتمكن من التجول والملاحة بحرية في كل مكان
هل هناك طريقة لحل مشكلة الخرائط المشوهة؟
وفق الحكومة الصينية، فسبب تشويه الخرائط ومنع الشركات الأجنبية من صنع الخرائط هو “حماية المصالح الأمنية وتقدم المجتمع الصيني”، وبالنظر إلى تاريخ الصين من حيث منع وحظر العديد من الخدمات والأمور فالأرجح أن موقفها تجاه الخرائط لن يتغير قريباً.
بالنسبة للبيانات الخرائط عموماً، من الممكن أن يتم تصحيحها بالتحويل من معيار GCJ-02 الذي تستخدمه الصين إلى معيار WGS-84 المتعارف عليه عالمياً، لكن هذه التحويلات تتم عبر برمجيات متخصصة وتتطلب خبرة كبيرة في المجال للقيام بها.
بالنسبة للمستخدم العادي، للأسف لا توجد أية طرق فعالة لتجنب كون الخرائط الصينية مشوهة تماماً.