#

كاميرا مزدوجة، ثلاثية وحتى خماسية! ما هي فائدة العدسات الإضافية لكاميرات الهواتف الذكية؟

ماذا تفعل العدسات الإضافية في الهواتف ذات كاميرا مزدوجة أو ثلاثية؟

كاميرا مزدوجة كاميرا ثلاثية

حسب تشكيلة الكاميرات المستخدمة في كل هاتف، من الممكن للعدسات الإضافية في كاميرا مزدوجة أو ثلاثية أن تقدم العديد من الفوائد المختلفة. بالطبع فالعديد من هذه الفوائد تتطلب دعماً برمجياً لها كذلك، لكن عموماً عادة ما يكون العنصر الأساسي لها هو وجود عدسة إضافية أو أكثر:

التقاط الصور الشخصية ذات الخلفية المشوشة

تشويش الخلفية

في التصوير الاحترافي، من المعروف أن استخدام بعض العدسات والتركيز على عنصر معين في الصورة ينتج صورة حيث العنصر المهم واضح تماماً، فيما الخلفية والأجزاء الأخرى من الصورة مشوشة كونها خراج تركيز الكاميرا. لكن في الهواتف الذكية حيث حساس الكاميرا صغير للغاية والعدسة محجوزة ضمن ميليمترات فقط لا يمكن القيام بالأمر بشكل طبيعي، بل يتم محاكاة هذا التأثير وتقليده نوعاً ما.

من حيث المبدأ، يمكن تحقيق تأثير تشويش الخلفية بالاعتماد على البرمجيات فقط دون عتاد إضافي (كما في هواتف Pixel 3 مثلاً)، لكن للنتائج الأفضل عادة ما يلزم عدستان (كاميرا مزدوجة) لتحديد العنصر المطلوب بدقة والقيام بتشويش العناصر الموجودة في الخلفية بشكل أفضل.

بالطبع فتشويش الخلفية في الهواتف لا يزال بعيداً عن أن يضاهي نتائج الكاميرات الاحترافية، لكنه يتقدم بسرعة كبيرة مؤخراً، كما أنه يتضمن ميزات إضافية غير متاحة للكاميرات الاحترافية مثل تغيير تشويش الخلفية لاحقاً بعد التقاط الصورة، أو حتى استخدام “أوضاع إضاءة وجه” مخصصة ورؤية تأثيرها بشكل حي قبل التقاط الصورة.

يجدر بالذكر أن التقاط الصور ذات الخلفية المشوشة لا يحتاج لنوع محدد من العدسات الثانوية في الواقع. بل من الممكن تحقيق التأثير مع أي عدسة إضافية عادة، لذا عادة ما تقوم الهواتف الرخيصة الآن بتضمين حساس ثانٍ منخفض الدقة (مثل 5MP أو حتى 2MP فقط) لا يقوم إلا بتوفير هذا التأثير.

وسيع زاوية الرؤية للكاميرا (استخدام زاوية عريضة)

الفرق بين كاميرا عادية وكاميرا ذات زاوية عريضة

في حال قمت بفتح تطبيق الكاميرا على هاتفك وقارنت بين ما تراه أنت وما يظهر على الشاشة، سيكون من الواضح أن ما يظهر على الشاشة أقل بكثير مما تراه في الواقع. السبب هنا ببساطة هو زاوية الرؤية، فبينما تتيح الأعين البشرية زاوية رؤية تقارب 120 درجة، فمعظم الكاميرات الخاصة بالهواتف تصور بزوايا صغيرة تتراوح حول 60 درجة فقط. لذا فالعديد من الهواتف اليوم تقدم عدسات ثانوية للكاميرا تتيح التقاط الصور بزوايا أكبر من المعتاد.

خلال السنوات الماضية كانت LG هي أبرز من يقوم بتضمين الكاميرات ذات الزوايا العريضة في الهواتف بينما المنافسون يركزون على العدسات المقربة. لكن مؤخراً باتت الزوايا العريضة أمراً مهماً للشركات الأخرى، ويظهر هذا جلياً في هاتف Galaxy S10 الذي يتضمن عدسة تلتقط الصور بزاوية تقارب 123 درجة قريبة من مجال الرؤية البشري! ربما لا تكون هذه الميزة أساسية طوال الوقت، لكن عند حاجتها تبدو أهمية امتلاكها وبالأخص في الصور الجماعية أو صور المناظر الطبيعية.

التقريب البصري دون تخريب الصورة

كما يعلم الجميع ربما، فكاميرات الهواتف تسمح بالتقريب منذ زمن بعيد في الواقع، لكن التقريب المتاح عادة هو ما يعرف بالتقريب الرقمي. فهنا أنت لا تقرب حقاً، بل يقوم الهاتف بقص جزء من الصورة الملتقطة وتكبير حجمه ليغطي الشاشة، أي أنك تفقد الدقة والجودة عندما تقوم بهذا الأمر. لذا عمدت الكثير من الشركات إلى استخدام عدسات إضافية مقربة، حيث تتيح هذه العدسات تقريباً بصرياً حقيقياً لا يقوم بالتضحية بالجودة.

حالياً وفي معظم الهواتف عادة ما يكون التقريب البصري محدداً بـ X2 حصراً (كما في هواتف Apple وSamsung مثلاً). لكن هناك بعض الحالات الخاصة، فهاتف هواوي ميت 20 مثلاً يتيح التقريب البصري بمقدار X3، وهذا ما يجعله مميزاً حقاً بهذا الخصوص.

لتقاط صور أفضل في أوضاع الإضاءة الضعيفة والسيئة

تصوير في إضاءة ضعيفة

عندما تحدثنا عن نصائح التصوير الاحترافي في مقالات سابقة، شرحنا بالتفصيل طريقة التقاط كاميرات الهواتف للضوء وكون الأساليب المتبعة لالتقاط المزيد من الضوء عادة ما تقود للتضحية بالتفاصيل والجودة وحتى إضافة الضجيج والاهتزاز للصور. لكن في الواقع هناك طرق بديلة لا تتضمن هذه التضحيات، وواحدة من هذه الطرق هي استخدام عدة عدسات معاً لتلتقط صوراً متطابقة لكن بإعدادات ضوء مختلفة، ومن ثم جمع المعلومات من العدسات المتعددة لتشكيل صورة نهائية أوضح حتى في ظروف الضوء السيء.

في الواقع هناك عدة هواتف تستخدم العدسات المتعددة للاستفادة القصوى من الضوء المتاح لصنع صور أفضل حتى عندما يكون كل شيء معتماً في الواقع. وبالإضافة للأسماء المتوقعة مثل هواتف سامسونج وهواوي، هناك هاتف نوكيا 9 الجديد مثلاً، والذي سيستخدم 5 كاميرات مختلفة (3 منها تصور بالأبيض والأسود فقط) مما سيعطيه أفضلية في التقاط الصور في الإنارة السيئة ولو أنه خلف المنافسة في باقي المجالات.

التقاط المزيد من التفاصيل والجودة للصور

على الرغم من أن هذه الميزة تبدو مثيرة للاهتمام نظرياً على الأقل، فقد أظهرت الاختبارات أن الفروقات طفيفة أو غير موجودة حتى في الهواتف التي تعتمد عدسات إضافية لتحسين جودة الصور. بالطبع فالتقاط الصور والاستفادة من كاميرا مزدوجة أو ثلاثية من الممكن أن يحسن بوضوح من جودة الصور، لكن حالياً على الأقل لا يزال التحسين غير ملحوظ كفاية.

في الواقع هواوي هي الرائدة في هذا الاستخدام للكاميرات حالياً، حيث أن كلاً من هاتفي P20 Pro وMate 20 Pro يتضمنان عدسة ثالثة تصور دون ألوان وبدقة عالية جداً (40MP) وتستخدم المعلومات المأخوذة منها لتحسين الصور الملتقطة باستخدام العدستين الأخرتين معاً. بالطبع فالنتائج مثيرة للإعجاب، إلا أنها غير كافية حقاً لتجعل هواوي متفوقة على المنافسين.

ستخدامات الواقع المعزز

كاميرا مزدوجة كاميرا ثلاثية

بالنسبة للكثير من الأشخاص قد يبدو الأمر غريباً، لكن في الواقع كانت بداية الكاميرات المزدوجة من هواتف مصممة للواقع المعزز (Augmented Reality) بالدرجة الأولى كما عدة أمثلة من إنتاج HTC وLG. حيث أن وجود كاميرا مزدوجة وبالأخص مع عدستين متباعدتين يتيح للهاتف منظوراً ثلاثي الأبعاد نوعاً ما (تماماً كما تعمل العينان البشريتان معاً لإعطاء الإحساس بالعمق ومعرفة أبعاد الأشياء عنا).

على العموم وعلى الرغم من أن الكاميرات المزدوجة بدأت في الهواتف كسبيل لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد وقياس المسافات وجعل الهواتف مدركة لعمق المنظور عند التصوير، فهذه الاستخدامات باتت ثانوية للغاية اليوم. فعلى الرغم من كل الأخبار والمؤتمرات التي تركز على الواقع المعزز، لا تزال هذه التقنية قليلة الاستخدام للغاية ولا تتضمن سوى بعض الأمور الثانوية.

هل تحتاج كاميرا مزدوجة أو ثلاثية لالتقاط صور جيدة؟ وما هي التشكيلة المثالية للعدسات؟

مع كون الغالبية العظمى من هواتف الفئة العليا اليوم تتضمن كاميرا مزدوجة أو أكثر، قد يبدو استخدام كاميرا مفردة كشيء سلبي للهاتف. لكن قبل التعجل بالحكم هنا، ربما يجب النظر إلى أحد الأمثلة القوية على أن كاميرا وحيدة من الممكن أن تكون ممتازة حقاً: هواتف Google Pixel طوال أجيالها الثلاثة.

على عكس معظم سلاسل الهواتف الأخرى اليوم، لا تزال هواتف Pixel تقدم كاميرا منفردة فقط، لكن بنفس الوقت، فهذه الكاميرا محط إعجاب المستخدمين والخبراء على حد سواء، وحتى أنها تغطي على العديد من عيوب هواتف السلسلة الأخرى. بالطبع فكاميرا مفردة في هاتف لن تقدم تقريباً بصريً ولا زوايا تصوير عريضة للغاية، لكن إن كنت لا تهتم للأمور الإضافية فكاميرا منفردة قد تكون كل ما تحتاجه حقاً.

ما هي التشكيلة المثالية للعدسات في حالة كاميرا مزدوجة أو ثلاثية؟

كاميرا مزدوجة كاميرا ثلاثية

الجواب على الامر هنا ليس سهلاً حقاً، حيث أن الجواب قد يختلف بشكل كبير من شخص لآخر حسب التفضيلات. لكن بالنسبة للاستخدامات العامة، فالخيار الأساسي هو وجود عدسة أساسية دون تقريب أو تبعيد (من حيث المبدأ الزاوية العريضة تعني التبعيد) مع فتحة عدسة واسعة نسبياً أو حتى متغيرة في حال كان ذلك متاحاً.

بالنسبة للعدسة الثانية، فالشكل الأكثر شيوعاً هو وجود عدسة مع تقريب بصري هنا، لكن إن أردنا العدل حقاً، فالخيار الأكثر فائدة سيكون زاوية عريضة للغاية للعدسة الثانوية. بالطبع وفي حال كنت تقوم بالكثير من التقريب ستكون العدسة المقربة أفضل لك، لكن للمستخدم العادي، ستكون العدسة ذات الزاوية العريضة أكثر فائدة في معظم الحالات.

عندما نتشعب باتجاه المزيد من العدسات، فالخيار الأمثل للعدسة الثالثة هو عدسة مقربة بالطبع (في حال كانت الثانية ذات زاوية عريضة). وفي الوقت الحالي تبدو تشكيلة كاميرات كهذه مثالية. لكن بالطبع هناك خيارات إضافية قد تفيد كعدسات أخرى (لكاميرا رباعية أو ربما خماسية) مثل العدسات التي تصور بالأبيض والأسود فقط، أو عدسات ToF مثلاً، لكن أياً من الخيارات الأخرى لا تستحق شغل مكان في تشكيلة كاميرا ثلاثية، وبالتأكيد ليس في كاميرا مزدوجة.

ما هي الهواتف الأفضل استغلالاً لنظام كاميرا مزدوجة أو ثلاثية أو أكثر؟

كاميرا مزدوجة كاميرا ثلاثية

الميزة الأشهر ربما هي تشويش الخلفية، حيث أن الكثيرين باتوا يريدون الحصول على هواتف مع كاميرا مزدوجة لهذه الغاية بشكل أساسي. لكن بالطبع هناك فوائد عديدة أخرى مثل المذكورة أعلاه، ويبدو أن العديد من الهواتف تستغل هذه الفوائد إلى حد بعيد، لكن بالطبع هناك درجات متفاوتة للأمر.

حالياً ربما أفضل هاتف يستغل استخدام كاميرا ثلاثية (أو متعددة العدسات عموماً) هو هاتف Galaxy S10 (مع وجود هاتف Mate 20 Pro من Huawei في مركز قريب للغاية). حيث أن العدسات الثلاثة تمتلك استخدامات مختلفة وتعمل معاً لتقدم كل شيء بداية من الصور المقربة دون تشويش ووصولاً إلى الصور شبه البانورامية المذهلة. حيث أن الخلط بين عدسة متغيرة الفتحة وعدسة مقربة وأخرى ذات زاوية عريضة يبدو الطريقة المثلى لاستغلال كاميرا متعددة العدسات حالياً.

بالمقابل، ربما أسوأ هاتف حالي من حيث استغلال الكاميرا المتعددة هو هاتف نوكيا 9 الجديد. حيث أن الهاتف يتضمن 5 عدسات مختلفة وهو أمر مثر في البداية. لكن عند إدراك كون جميع العدسات تمتلك نفس قياس الفتحة تماماً ولا تقدم أي تقريب أو زوايا تصوير عريضة وحتى أن 3 منها تلتقط الصور دون ألوان يجعل الأمر خيبة كبرى. حيث أن معظم الهواتف ذات الكاميرا الثنائية ستستفيد من كاميراتها أكثر من هاتف نوكيا 9 خماسي العدسات.