توزيع الجدران أهم من المسافة في معظم الحالات
عادة ما تكون الفكرة الأساسية لدى معظم الأشخاص هي وضع الراوتر في مكان متوسط من المنزل، بحيث يكون بأبعاد متساوية أو متقاربة من جميع الأماكن ضمنه. لكن في الواقع ومع أهمية المسافات، فتوزع الجدران أهم منها بكثير.
عندما تمر الإشارة اللاسلكية عبر جدار أو أي عائق آخر فهي تفقد جزءاً من شدتها، وفي حال كانت العوائق متعددة أو سميكة تصبح الإشارة ضعيفة للغاية وغير قابلة للاستخدام حتى في بعض الحالات.
في حال لم تكن هناك أية عوائق، من الممكن أن تبقى إشارة Wi-Fi بتردد 2.4GHz تقدم اتصالاً ممتازاً حتى مسافة 22 متراً، لكن بإضافة جدارين نحيفين كعوائق، ينخفض المدى بشدة إلى 11 متراً فقط.
أي أن شخصاً على بعد 30 متراً دون عوائق قد يحصل على اتصال إنترنت أفضل من آخر يبعد 10 أمتار، لكن بينه وبين الراوتر عدة جدران.
عندما تقرر وضع الراوتر في مكان ما، تأكد من كونك لا تجعله معزولاً بالعديد من الجدران عن الأماكن المختلفة، بل انتبه لتوسيطه بين الجدران كما تنتبه لتوسيطه بين الحواف. والمكان الأنسب عادة هو الممر بين الغرف، بحيث لا يكون هناك أكثر من جدارين بين الراوتر وأي بقعة من المنزل.
استخدم تردد الشبكة المناسب لك حسب محيطك
عادة ما تكون اتصالات Wi-Fi اليوم متاحة وفق ترددين أساسيين: 2.4 و5GHz. حيث أن التردد الأعلى يجعل الإشارة أفضل للمدى القريب، لكنها تتشتت أسرع، كما أنها أقل قدرة على اختراق الجدران والعوائق المختلفة.
في حال كنت تسكن منزلاً مستقلاً دون الكثير من الجيران، يمكنك أن تستخدم تردد 2.4GHz دون تردد، حيث أنه أفضل في تغطية أوسع مساحة جغرافية ممكنة. لكن عندما تسكن في شقة ضمن مبنى، يصبح استخدام الترددات المنخفضة مشكلة.
نتيجة المدى البعيد لتردد 2.4GHz، فاستخدامه من العديد من الأشخاص ضمن مجال ضيق يتسبب بالكثير من التشويش وتقاطع الإشارات، وبالطبع يؤثر الأمر على جودة الإشارة التي تتلقاها ويجعلها أضعف وأسوأ.
في حال كنت تقطن مبنىً سكنياً مكوناً من شقق متجاورة، فالأفضل أن تتواصل مع جيرانك وتقوموا جميعاً بالانتقال إلى تردد 5GHz، فهذا المدى جيد كفاية ليغطي معظم الشقق والمنازل، لكنه قصير كفاية ليكون تأثيره بالتشويش صغيراً للغاية.
لكن حتى وفي حال لم تكن علاقتك جيدة مع جيرانك، فمجرد انتقالك وحدك إلى تردد 5GHz من الممكن أن يقلل التداخل ويحسن من تجرب استخدامك.
اقرأ المزيد: تسريع النت: أفضل الطرق الحقيقية والمضمونة لتتمكن من تسريع الإنترنت وتستفيد من السرعة المتاحة
ضع الراوتر في الجهة الأبعد مقارنة بالجوار
في حال كنت تسكن شقة مع عدة شقق مجاورة لك، فالأفضل أن تنتبه إلى مواضيع تداخل الإشارة والتشويش. وهنا لا يكفي الانتقال إلى تردد مختلف، بل الأفضل زيادة المسافة عن الجيران كذلك.
في حال كان هناك عدة نقاط مناسبة لوضع الراوتر، الأفضل أن تختار واحدة بعيدة عن الجدران المشتركة، وأقرب للشرفات قدر الإمكان. حيث أن هذا الأمر يقلل من التشويش عموماً ويحسن من فرص الحصول على اتصال مستقر وجيد معظم الأوقات.
ضع الراوتر في مكان مرتفع مثل أعلى جدار أو حتى قرب السقف
المؤثر الأساسي على جودة الإشارة التي تحصل عليها هو كمية العوائق بين الطرفين المرسل والمستقبل. لذا فكلما رفعت الراوتر أكثر كلما كان احتمال وجود العوائق أقل وبالتالي تكون الإشارة أفضل وأكثر انتظاماً.
عند وضع الراوتر على طاولة منخفضة، من الممكن للأشياء المجاورة للراوتر والأثاث وحتى الأشخاص الذين يمرون حوله أن يجعلوا الإشارة أضعف بشكل دائم أو مؤقت، لذا التزم بجعل الراوتر في أعلى مكان تستطيع وضعه فيه.
انتبه من العوائق التي تقتل الإشارة بشكل كبير
مع أن الجدران النحيفة تترك أثراً كبيراً على إشارة Wi-Fi، فهي ليس الأسوأ في المجال، بل أن العديد من الأمور أسوأ منها وبالأخص المكتبات الورقية الكبيرة، حجرات المصعد، الجدران الإسمنتية المسلحة المخصصة لتدعيم البناء، وحتى الأعمدة الإسمنتية.
حاول جعل الطريق المباشر بين الراوتر وأي نقطة حوله خالياً من العوائق شديدة الامتصاص للأمواج، أي أنك يجب أن تتجنب وضعه قرب عمود أو مكتبة، وأن تحاول تحريك الراوتر من مكانه في حال وجدت تغطية سيئة في بقعة ما وكان هناك مادة شديدة الامتصاص للأمواج بينك وبين الراوتر.
تجنب وضع الراوتر في المطبخ
في معظم المطابخ اليوم تستخدم أفران المايكرويف، والتي تستخدم تردد 2.4GHz كما الحالة الافتراضية للراوترات، مما يعني أنها من الممكن أن تحدث بعض التشويش والمشاكل على الإشارة.
وبالإضافة لذلك، تتضمن المطابخ الكثير من الأدوات المعدنية أو التي تتضمن المعادن، بداية من الثلاجة والفرن وسواها، وحتى القدور والأغطية المعدنية. وبالطبع من المعروف أن المعادن تعكس الأمواج الكهرومغناطيسية، أي أنها تشتت إشارة الراوتر وتضر بتغطيته.
اقرأ المزيد: اتصالات الجيل الخامس لن تشوي دماغك، ولن تحرق الصوف الفولاذي أو تسلق البيض
أكثر الأمور تأثراً هي تأخير الإشارة وليس كمية التبادل
حتى عندما تكون إشارة الشبكة اللاسلكية ضعيفة للغاية، فمن المعتاد أن تحصل على كامل سرعة الإنترنت في حال كنت تقوم بتحميل ملف مثلاً. لكن المشكلة الأكبر عادة هي فترة التأخير التي تعد مهمة عند التصفح، وأساسية في مكالمات الصوت والفيديو والألعاب.
عادة ما ترتبط الإشارة الأضعف مع تأخير أكبر في الإشارة، حيث من الممكن أن تصل قيم Ping إلى عدة ثوانٍ أحياناً، مما يقتل أي محاولة للعب، كما أن المكالمات وحتى التصفح تصبح مهام مزعجة ومثيرة للغضب بشدة.
جهاز واحد سيء يخرب تجربة الجميع
في حال كنت تمتلك مكاناً من المنزل مع تغطية سيئة للشبك، قد تظن أن وجود جهاز فيه لن يؤثر على البقية، فالمنطقي هو أن الأجهزة البعيدة تعاني بالاتصال بينما تسير الأمور أفضل للأجهزة القريبة. لكن الواقع هو أن جهازاً واحداً في بقعة سيئة قد يخرب اتصال الشبكة لجميع البقية ولو كانوا يجلسون ضمن نفس غرفة الراوتر.
السبب في الأمر هو أن الراوتر عادة ما يتعامل مع كل جهاز على حدة، فهو لا يرسل البيانات لجميع الأجهزة في كل الأوقات، بل يرسل ويستقبل لكل جهاز لوحده قبل أن ينتقل للتالي. وعندما يكون الجهاز الآخر بعيداً أو مع عوائق فاصلة تفشل العديد من محاولات الإرسال، وبالتالي يبقى الراوتر مشغولاً بالجهاز السيء لوقت أطول.
بالطبع لا يخصص الراوتر كل الوقت ليحاول التواصل مع الأجهزة ذات الإشارة الضعيفة، لكن عادة ما تشغل هذه الأجهزة الشطر الأكبر من المحاولة مما يقلل من قدرة الأجهزة القريبة على التواصل مع الراوتر ويجعل اتصالها سيئاً بدوره.
اقرأ المزيد: كيف يعمل الرادار (RADAR)؟ أهم أنظمة اكتشاف الأجسام في الجو وعلى سطح البحر
استخدام مقويات الإشارة ليس فكرة جيدة دائماً
للوهلة الأولى قد يبدو استخدام عدة راوترات معاً أو تجهيزات شبكة تبث وتقوي الإشارة فكرة جيدة ومفيدة. فالفكرة هنا أن أجهزة أكثر تعني إشارة أقوى ومدى تغطية أوسع، لكن الأمور ليست دائماً بتلك البساطة.
في حال قمت باستخدام عدة راوترات دون تخطيط مسبق، من الممكن أن تتداخل إشاراتها، وبالطبع هنا ستجد تغطية أسوأ من السابق حتى. وبشكل مشابه، في حال كانت مقويات الإشارة (Repeaters) لاسلكية، فمن الممكن أن تجعل الأمور أسوأ بتداخلها مع إشارة الشبكة الأصلية.
قبل أن تعتمد نظام بث مكونٍ من عدة أجهزة، تأكد من أنك بحاجته أولاً. والأفضل أن تختار نظاماً يتصل ببعضه سلكياً، فحتى مع كونه أصعب للتركيب في البداية، فهو أقل احتمالاً للتشويش.