#

ما هي الحساسات المختلفة الموجودة ضمن الهواتف الذكية؟ كيف تعمل وما هي استخداماتها؟

حساسات الحركة والمكان

تضم هذه المجموعة الحساسات التي تساعد الهاتف على تحديد مكانه واتجاهه وحركته بالنسبة لما يحيط به، والمثير للاهتمام أن الهواتف الذكية اليوم تستطيع قياس الكثير من الأشياء بشكل مباشر مثل الزمن والتسارع والاتجاه، لكنها لا تستطيع تحديد السرعة بشكل مباشر حقاً.

 

حساس التسارع

حساس التسارع

مهمة هذا الحساس ببساطة هي تحديد تسارع الهاتف باتجاه معين أو سواه، حيث أن الحساس يقوم بإعطاء قيم معينة للتسارع مع احتساب تسارع الجاذبية الأرضية الذي يعد ثابتاً عادة، وبفضل قدرة الحساس على قياس التسارع من جهة وعلى تحديد اتجاه الهاتف من جهة أخرى، فهو مفيد للغاية في معرفة وضع الهاتف (الوضع الرأسي أو الأفقي) كما أنه أساس عمل عد الخطوات في الهواتف الحديثة.

من حيث المبدأ عادة ما تعتمد حساسات التسارع على واحدة من تقنيتين: إما مادة مصنوعة من كريستالات دقيقة تطلق شحنة كهربائية عندما تتعرض لقوة معينة (التسارع مرتبط بتطبيق قوة ما دائماً) وبقياس الشحنة يتم تحديد التسارع، أو عبر مجموعة مكثفات تمتلك طرفاً ثابتاً وآخر حراً نسبياً وبقياس تغير شحنة المكثفة نتيجة تقارب أو تباعد طرفيها يتم تحديد التسارع.

كما ذكرنا أعلاه، فالاستخدام الأساسي لحساس التسارع هو تحديد اتجاه الهاتف مقارنة بالأرض (عن طريق معرفة اتجاه الجاذبية الأرضية بالنسبة له)، كما أنه يستخدم لعد الخطوات أثناء المشي بالإضافة للعديد من الاستخدامات الصغيرة الأخرى كمعرة كون الهاتف قد تم قلبه للأسفل لإيقاف صوت منبه، أو أن الهاتف قد تم حمله باليد لإصدار ارتجاج طفيف يعني أن هناك إشعارات لم يرها المستخدم.

إن أردت معرفة المزيد عن حساسات التسارع، فقد قمنا بشرحها بشكل مفصل أكثر في 

حساس الدوران (جيروسكوب)

حساس الدوران

دور هذا الحساس الأساسي هو معرفة توجه الهاتف الذكي، حيث أنه يستخدم بالتعاون مع حساس التسارع في تحديد اتجاه الهاتف ووضعه إن كان رأسياً أو أفقياً، لكن ما يميزه حقاً وزيد من أهميته هو كونه يقيس الدوران وبدقة عالية، وبالنتيجة فهو أساسي لمعرفة حركة الهاتف الدورانية والتحكم بالكثير من الألعاب بالطبع.

هناك العديد من التطبيقات التي تعتمد على حساس الدوران في عملها، حيث أن أي شيء يستخدم حساس التسارع عادة ما يستخدم حساس الدوران معه، كما أن هناك الكثير من التطبيقات التي تعتمد على التوجيه والدوران كما الألعاب وتطبيقات مراقبة السماء والنجوم مثلاً وبالطبع تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز حيث لا يمكن أن تعمل هذه التطبيقات بالشكل المطلوب دون حساس الدوران.

حساس البوصلة

حساس البوصلة

كما يوحي الاسم تماماً، فهذا الحساس أشبه بعمل البوصلة في الواقع، حيث يقوم الحساس بقياس الحقل المغناطيسي للأرض وتغيراته، وبناء على ذلك يحدد اتجاهات الشمال والجنوب وبالنتيجة الشرق والغرب. باختصار يمكن القول أن هذا الحساس هو بوصلة تماماً كمفعول لكنه لا يتضمن أجزاء متحركة بل أنه إلكتروني بالكامل.

عادة ما يستخدم حساس البوصلة في التطبيقات المتعلقة بالخرائط بالدرجة الأولى، حيث أن نظام GPS عادة ما يعاني في مجال التوجيه، كما أن حساس التسارع ليس مناسباً للمهمة، لذا يكون حساس البوصلة مفيداً لتدرك أي اتجاه تقابل عندما تنظر إلى الخريطة، لكن هنا يجدر التنويه إلى أن حساس البوصلة أحياناً ما يعاني من عدم الدقة، كما أن كون مجال الأرض المغناطيسي غير منتظم قد يدفعه لإعطاء قياسات خاطئة في بعض الأحيان وبالأخص في حال وجود معادن ناقلة أو مجالات مغناطيسية قوية قريبة.

 

في بعض الحالات يمكن استخدام حساس البوصلة الخاص بالهاتف لغاية كشف بعض المعادن (المعادن ذات الخواص المغناطيسية فقط مثل الحديد)، لكن هذا الاستخدام يفتق للدقة والمدى البعيد مما يجعله غير عملي أبداً حتى كاستعراض فقط نظراً لكون نتائجه غير ثابتة عادة.

 

تحديد الموقع

حساس تحديد الموقع

من حيث المبدأ لا يتم تحديد موقع الهاتف عن طريق حساس حقاً، بل عن طريق عملية معقدة للغاية تتضمن استقبال إشارات من مجموعة من الأقمار الصناعية وتحليلها معاً لمعرفة الموقع الحقيقي للهاتف. لكن ومع كون هذه العملية تتم بشكل سريع نسبياً وباتت منتشرة للغاية بحيث لا يوجد هواتف ذكية دونها فقد قمنا بإضافتها إلى هذه القائمة.

فيكنا قد شرحنا بتفصيل كامل كيف يتمكن الهاتف من معرفة مكانه على الخريطة، لكن وباختصار يتم الأمر عن طريق استقبال إشارة عدة أقمار صناعية (4 أقمار صناعية أو أكثر عادة) وقياس المسافة التي تفصلك عن كل منها، وبناء على هذه المسافات معاً يتم معرفة أين أنت على الأرض بدقة كبيرة ومعدل خطأ نادراً ما يتجاوز بضعة أمتار فقط.

بالطبع فاستخدام مستقبل GPS واضح للغاية: تحديد موقع الشخص، ومع أن هذه الميزة كانت تبدو كإضافة فقط عندما بدأت بالظهور مطلع الألفية، فالجميع يعرف مقدار الفائدة الكبيرة لها اليوم حيث بات التنقل في معظم الأماكن سهلاً وممكناً دون القلق من إضاعة الطريق ودون الحاجة لسؤال الآخرين حتى.

الحساسات التي تعتمد العلامات الحيوية

ما يميز هذه الحساسات عن البقية هي أنها مصممة للتعامل مع المستخدم نفسه وقياس أمور تتعلق به، وبالتالي فهي إما غير قادرة أو غير معنية بالعوامل الخارجية الأخرى للهاتف.

شاشة اللمس

إن كنت تقرأ هذا المقال من هاتفك الذكي، فمن شبه المؤكد أنك تستخدم هاتفاً مع شاشة تعمل باللمس، حيث باتت شاشات اللمس اليوم شرطاً لاعتبار أي هاتف كهاتف ذكي، ومع أن الكثيرين ينسون الأمر فشاشات اللمس في البداية والنهاية “حساس” وكونها تنتظر علامة من الإنسان فهي تحتسب مع الحساسات التي تعتمد العلامات الحيوية عادة.

في الواقع هناك نوعان مختلفان للغاية من شاشات اللمس في الهواتف والمنتجات الأخرى، حيث أن هناك شاشات لمس حساسة للمقاومة (Resistive)، وأخرى حساسة للسعة (Capacitive). يمكنك معرفة كل ما تحتاجه من التفاصيل من  لكن هنا شرح مبسط للغاية:

شاشات اللمس الحساسة للمقاومة (Resistive)

شاشة لمس حساسة للضغط

يعرف هذا النوع من شاشات اللمس بكونه الأقدم عادة حيث بدأ بالظهور في الهواتف قبل النوع الآخر وحقق انتشاراً محدوداً. هنا في الواقع أنت لا تلمس الشاشة لتدخل التعليمات، بل تحتاج للضغط بشيء مدبب (مثل ظفرك أو قلم) لتتمكن الشاشة من التعرف على ما أدخلته نتيجة تغير في مقاومة إحدى الدارات.

يميز هذه الشاشات كونها مقاومة للغاية وتصمد لسنوات عديدة (مما يجعلها مفضلة في أجهزة الصراف الآلي مثلاً) كما أنها قابلة للاستخدام بالاعتماد على أي أداة تخطر بالبال تقريباً، لكن بالمقابل يعيب هذه الشاشات غياب خاصية اللمس المتعدد عادة، كما أن الإدخال الدقيق أمر صعب نسبياً كون الحاجة للضغط على الشاشة مزعجة إلى حد بعيد، لذا باتت هذه الشاشات شبه منقرضة من الهواتف اليوم.

شاشات اللمس الحساسة للسعة

إن كنت تمتلك هاتفاً ذكياً فمن شبه المؤكد أن شاشة هاتفك من هذا النوع، حيث لا داعي للضغط حقاً بل مجرد لمس الشاشة أو الاقتراب منها للغاية يكون كافياً عادة مع سرعة استجابة كبيرة وسهولة في الاستخدام وبالأخص مع عدة أصابع معاً مما يجعلها مثالية للهواتف الذكية اليوم.

تعتمد هذه الشاشات على تغير السعة الكهربائية في نقاط مختلفة على الشاشة نتيجة ملامسة الإصبع (كون جسم الإنسان يتضمن شحنة كهربائية ساكنة) لذا فهي ممتازة للاستخدام اليدوي، لكنها بالمقابل سيئة للغاية للاستخدام غير المباشر حيث لا ينفع استخدام القفازات أو الأقلام العادية أو سواها، كما أن الاعتماد على التلامس مع نواقل يعني أن وجود الماء وبالأخص العرق على الشاشة يشوش على عملها ويجعل اللمس يتصرف بغرابة وبشكل دون دقيق.

حساس البصمة

حساس بصمة مدمج بالشاشة في هاتف Galaxy S10+

قبل عشرة سنوات من الآن كان الجميع ليسخر من فكرة أن هاتفاً سيمتلك حساس بصمة حقيقي ودقيق كذلك، لكن بعد ذلك تغيرت الأمور بسرعة، وخلال الأعوام الأخيرة انتقلت حساسات البصمة لتصبح جزءاً لا يجوز التخلي عنه من الهاتف (إلا بالنسبة لشركة Apple على ما يبدو).

في الواقع فقد تطورت حساسات البصمة اليوم إلى حد بعيد حيث بات هناك 3 تقنيات مختلفة مستخدمة لها. يمكنك معرفة كل ما تحتاجه عن الأمر من كن باختصار هذه الأنواع هي:

حساسات البصمة السعوية

كما اللمس السعوي تعتمد هذه الحساسات على اللمس فقط، وهي النوع الأكثر انتشاراً إلى الآن وتمتلك الشكل التقليدي لحساس البصمة. مثال: حساسات البصمة في جميع هواتف iPhone وصولاً إلى iPhone 8+.

حساسات البصمة الضوئية

تعتمد مبدأ أخذ ما يشبه صورة عن الإصبع للمقارنة، وتتميز بكونها قابلة للوضع تحت الشاشة بشكل مخفي فعلياً. مثال: حساسات البصمة في هاتف OnePlus 7 Pro.

حساسات البصمة فوق الصوتية

تستخدم هذه الحساسات موجات فوق صوتية تطلق نحو الإصبع ويستعان بانعكاسها لرسم شكل ثلاثي الأبعاد للبصمة. كما الضوئية هي قابلة للوضع تحت الشاشة، وتتميز بأنها لا تتأثر بالماء أو العرق على الإصبع عادة. مثال: حساسات البصمة في هاتف Galaxy S10.

المشترك بين جميع أنواع حساسات البصمة هي أنها تسعى لأخذ صورة بشكل ما لبصمة المستخدم، ومن ثم مقارنة ما التقطته بالبصمات التي تم تخزينها مسبقاً، وبالنتيجة فالعمل مشابه نسبياً لكن هناك اختلاف بسيط في السرعة، حيث لا يزال النوع التقليدي أسرع بقليل من الأنواع الجديدة في الهواتف.

المثير للاهتمام هو أن شركة Apple التي تخلت مؤخراً عن حساسات البصمة بداية من هاتف iPhone X، كانت في الماضي المسؤولة عن إشهار وتشجيع استخدام حساسات البصمة في الهواتف عندما قدمت هاتف iPhone 5S والذي وإن لم يكن أول هاتف مع حساس بصمة، فقد كان المسؤول عن الموجة التالية من الاستخدام.

حساس بصمة العين

حساس بصمة العين في هاتف Galaxy Note FE

كما هو الأمر بالنسبة لحساسية بصمات الأصابع، فقد تحدثنا عن الأمر بشكل تفصيلي في . لكن على العموم وبالنسبة للهواتف الذكية فالأمر محصور بتقنية وحيدة فقط وهي بصمة القزحية، حيث يقوم حساس يعتمد على الأشعة تحت الحمراء بتحليل شكل قزحي العين ومقارنته بالشكل المخزن مسبقاً والمميز لكل شخص.

في الواقع تعد هذه التقنية من الأكثر أماناً لكنها كذلك من الأقل انتشاراً، حيث ظهرت التقنية في عدة هواتف من شركة Samsung الكورية من الفئة العليا، لكن يبدو أن الشركة قد تخلت عن التقنية مؤخراً حيث أتى هاتف Galaxy S10 دونها والأرجح أن هواتف سلسلتي S وNote التالية ستتخلى عنها كذلك كون بصمة الأصابع أسهل ومحبوبة أكثر ببساطة.

حساس بصمة الوجه

بصمة الوجه في هاتف iPhone X

من حيث المبدأ هناك نوعان مختلفان من تقنيات بصمة الوجه حالياً، بالطبع يمكنك معرفة الشرح التفصيلي من ، لكن هنا سنشرح الأمر بشكل مختصر بغرض التوضيح.

ببساطة هناك اليوم تقنيتان مختلفتان من حيث طريقة الاستخدام ومن حيث الأمان في الهواتف، الأولى والأقل أماناً هي بصمة الوجه الشائعة، والأخرى الآمنة هي الإصدار الذي بات يأتي مع هواتف ايفون في الأجيال الأخيرة.

بصمة الوجه بالشكل التقليدي

منذ بدأت الكاميرات الأمامية بالقدوم مع الهواتف، كان هناك دائماً محاولات لاستغلال هذه الكاميرات لتسجيل الدخول، فبدلاً من أن تدخل رقماً سرياً يتعرف الهاتف عليك من صورة وجهك باستخدام الكاميرا. بالطبع وحتى عندما تم تقديم الميزة بشكل رسمي في الهواتف فهي تفتقد للأمان إلى حد بعيد، حيث يمكن خداعها بصورة ثنائية الأبعاد في بعض الأحيان، كما أن التقنية تعاني بشدة في ظروف الإضاءة الضعيفة أو المعدومة.

من حيث المبدأ تتوافر تقنية بصمة الوجه بشكلها غير الآمن هذا في مئات موديلات الهواتف المختلفة، لكن لا ينصح باستخدامها أبداً حيث أن استخدامها يضع أمانك بخطر كبير كون تجاوزها ممكن بسهولة نسبياً.

بصمة الوجه عالية الأمان

على عكس الإصدار المعتاد من بصمة الوجه، قامت شركة Apple بتقديم إصدار أفضل بمراحل في هواتفها الأخيرة كونه البديل المفترض لحساس بصمة الإصبع التقليدي الذي تم التخلي عنه.

على العموم ما يميز هذا الإصدار هو أنه يعتمد عدة أجزاء مخصصة معاً تتضمن إسقاط نقاط غير مرئية على وجه المستخدم ومقارنة وجهه ثلاثي الأبعاد بالشكل المخزن مسبقاً. النتيجة هي مستوى أمانٍ عالٍ نسبياً ويقارن بحساسات البصمة المعتادة، كما أن سرعة فتح القفل كبيرة نسبياً لتقنية بصمة وجه، والأهم ربما هو أن الضوء الخارجي غير مهم فالتقنية تعمل دون الحاجة لأي ضوء خارجي.

 

حساس نبضات القلب

حساس نبضات القلب في هاتف Samsung Galaxy S10+

من بين مختلف الحساسات الموجهة للمؤشرات الحيوية، يعد هذا النوع من الحساسات من الأكثر ندرة في الواقع، فهو متاح في مجموعة صغيرة مكونة من هواتف الأجيال الأخيرة لسلسلتي Note وS من شركة Samsung، بينما لن تعثر عليه في أي هواتف منتشرة أخرى في الواقع.

كما يوحي الاسم تماماً، يقوم الحساس بقياس معدل نبضات (ضربات) القلب في الدقيقة، ويمتلك مبدأ عمل بسيط نسبياً حيث يتم وضع رأس الإصبع على الحساس (الذي يقع جوار الكاميرا الخلفية) ويسلط عليه ضوء أحمر قوي يسمح للحساس بتمييز الشرايين الشعرية في الإصبع، وكون هذه الشرايين تتحرك بشكل دقيق مع كل نبضة، يمكن قياس معدل نبضات القلب بدقة كبيرة نسبياً.

بالنسبة للمستخدم العادي قد لا يبدو هذا الحساس مفيداً حقاً، لكنه قد يكون أساسياً لدى من يعانون من أمراض القلب وبالأخص كبار السن، كما أنه مفيد للغاية للرياضيين لمساعدتهم في تنظيم تمارينهم دون إرهاق أنفسهم أكثر مما يمكنهم التحمل.

الحساسات التي تعتمد البيئة المحيطة

ضمن هذا التصنيف قمنا بوضع بقية الحساسات التي من الممكن إيجادها في الهواتف الذكية على ألا تكون متعلقة بمكان الهاتف وتوجيهه، ولا تتعلق بمدخلات حيوية من نوع ما. لذا ستجد أن كلاً من هذه الحساسات يقيس في الواقع شيئاً ما عن البيئة المحيطة بالهاتف.

حساس المسافة (حساس القرب)

حساس المسافة المدمج ضمن شاشة هاتف Galaxy S10+

من التسمية قد يبدو هذا كحساس متعلق بموقع الهاتف أو سرعته أو حركته، لكن الواقع هو أن هذا الحساس لا يعنى بأي من ذلك، بل أنه مختص بمعرفة ما إذا كان هناك شيء قريب للغاية من الجزء العلوي للهاتف، والهدف من الحساس هو إيقاف عمل شاشة اللمس والعرض عندما يقترب الهاتف من الأذن أثناء المكالمات مثلاً وذلك لمنع اللمسات الخاطئة من جهة ولتوفير الطاقة كذلك.

مبدأ عمل هذا الحساس بسيط للغاية، فهو يطلق كل قليل شعاعاً من الضوء تحت الأحمر وينتظر انعكاسه وعودته، وبناء على الوقت اللازم للعودة (إن عاد أصلاً) يمكن تقدير مسافة الهاتف من الأجسام القريبة للغاية (حوالي بوصة فقط أو أقل) وبناء على ذلك تحديد الحاجة لإيقاف عمل الشاشة واللمس من عدمه.

في الهواتف التقليدية عادة ما يكون هذا الحساس مخفياً بين مجموعة الحساسات الأخرى في الحافة العلوية للهاتف، لكن في بعض الهواتف ذات الشاشات نحيفة الحواف يكون الحساس تحت الشاشة كما في هواتف Galaxy S10 مثلاً، ولا يمكن ملاحظة وجود الحساس إلا بإجراء مكالمة ومراقبة نقطة وحيدة تتحول للون الأبيض بشكل متقطع بالقرب من ثقب الكاميرا.

حساس الضوء الخارجي

كما يوحي اسم هذا الحساس، فمهمته الأساسية هي معرفة كمية الإضاءة الموجودة في الوسط المحيط حول الجهاز، حيث عادة ما تستخدم هذه المعلومات لتحديد إضاءة الشاشة تبعاً للأمر لتكون واضحة حتى تحت ضوء الشمس ومن ثم قاتمة كفاية لألا تتسبب بألم في العينين عند الانتقال إلى بيئة مظلمة.

مبدأ عمل حساس الضوء في الهواتف ليس غريباً عن المعتاد حقاً، فهو مشابه للكاميرا في الواقع من حيث اعتماده على كون الضوء يحمل طاقة من الممكن أن تحرض شحنة كهربائية، لكن مع اختلاف أنه لا يهتم للون الضوء حقاً، بل لشدته فقط. ويكمن الجزء الأكبر من أهمية الحساس في البرمجيات التي تستخدمه في الواقع، فهي المسؤولة عن استخدام بياناته بأفضل شكل مقارنة بحساسية العين البشرية للضوء.

 

الميكروفون

مع كونه جزءاً أساسياً للغاية مت الهواتف اليوم فالكثير من الأشخاص لا يفكرون بالميكروفون كحساس أصلاً، لكن من حيث المبدأ فكل ما يمكن أن تستخدمه كتصنيف للحساسات سيتضمن الميكروفون ضمنه فهو بالتأكيد “حساس للصوت” في الواقع، ومع انتشار استخدام الصوت كأداة تفعيل لخدمات المساعدات الشخصية مثل Siri وGoogle Assistant فالميكروفون اليوم يعمل تماماً كما مختلف الحساسات الأخرى.

في بعض الهواتف القديمة مبدأ عمل الميكروفون بسيط إلى حد بعيد وقد بقي كما هو منذ زمن بعيد في الواقع لكن مع تصغير حجمه للغاية، ببساطة هناك غشاء مرتبط بملف معدني ضمن مجال مغناطيسي، وعند وصول الموجة الصوتية إلى الميكروفون يهتز الغشاء ومع الملف المعدني مما يشكل تياراً كهربائياً يعبر عن الصوت الذي تم استقباله.

على العموم وفي الغالبية العظمى من الهواتف الحديثة لا تستخدم الملفات حقاً في الميكروفونات، بل يتكون الميكروفون من مكثفة ذات لبوسين، أحدهما ثابت والآخر حر نسبياً ومرن للغاية بحيث يهتز نتيجة الصوت، وكون سعة المكثفة تتغير تبعاً للمسافة بين لبوسيها يتم تحويل الاهتزازات الصوتية إلى تغيرات في التيار يمكن فهمها من قبل الهاتف.

 

 

‎حساس الضغط الجوي

على عكس النسبة الأكبر من الحساسات التي تناولناها في هذه القائمة، يعد حساس الضغط الجوي من الأقل انتشاراً في الواقع، فعدد الهواتف التي تتضمنه قليل نسبياً كونه عادة ما يكون متاحاً في هواتف الفئة العليا فقط دوناً عن هواتف الفئة المتوسطة أو الدنيا.

من حيث المبدأ يمتلك حساس الضغط الجوي مهمة واضحة من حيث كونه يقيس الضغط الجوي وبناء عليه يستطيع تقدير الارتفاع عن سطح البحر، لكنه عادة ما يكون أشبه بأداة مساعدة لمستقبل خدمات تحديد الموقع بدلاً من العمل بشكل مستقل، فمعظم الهواتف التي تتضمن حساس ضغط جوي لا تتيح الوصول لقيمة الضغط الجوي بسهولة، بل تستخدم القيم لزيادة دقة معلومات تحديد الموقع فقط.

 

ميزان الحرارة

من حيث المبدأ تبدو فكرة وجود ميزان حرارة ضمن الهاتف كشيء مفيد للغاية لمعرفة درجة الحرارة المحيطة في أي وقت دون الحاجة للاعتماد على تطبيقات الطقس التي قد تكون غير دقيقة. لكن للأسف فحساسات الحرارة في الهواتف ليست موجودة لقياس حرارة المحيط، بل لتتبع حرارة الهاتف نفسه والحفاظ عليه قدر الإمكان من المشاكل التي قد تنتج عن الحرارة الزائدة.

عادة ما تكون حساسات الحرارة في الهواتف مخصصة للمعالج من جهة وللبطارية من الجهة الأخرى، حيث يجب الحفاظ على حرارة غير مرتفعة للمعالج ليستمر بالعمل دون أن يتلف لذا يتم تقليل قدرته وحدها إن ارتفعت حرارته للغاية، والأمر أخطر للبطارية التي من الممكن أن تنفجر إن ارتفعت حرارتها زيادة (بالأخص مع تمما يجعل وجود حساس للحرارة يقطع التغذية عنها إن سخنت زيادة أمراً ضرورياً للغاية.

في بعض الحالات النادرة تم تقديم هواتف تمتلك حساسات حرارة مصممة لقياس حرارة الوسط المحيط، حيث كانت واحدة من الميزات التي استخدمت للإعلان عن هاتف Galaxy S4 هي أنه قادر على قياس حرارة المحيط. لكن على العموم فعدد الهواتف التي قدمت هذه الميزة قليل للغاية وتقريباً لا يوجد هواتف منتشرة تقدم حساسات حرارة محيطية في الأعوام الأخيرة.

حساسات نادرة الاستخدام

حساس الرطوبة

بالحديث عن هاتف Galaxy S4 من Samsung، فميزان الحرارة المحيطي لم يكن الأمر الوحيد المميز حوله، بل أنه كان كذلك قادراً على قياس رطوبة الوسط المحيط به لتقدير كون الجو مثالياً للشخص أم لا، حيث كان حساس الرطوبة الموجود ضمن الهاتف بمثابة تكملة لدور حساس الحرارة المحيطية وذلك ليكون الهاتف قادراً على تقدير الوضع المحيط أفضل. لكن كما ميزان الحرارة الخارجي سيكون من الصعب العثور على هاتف يتضمن حساس رطوبة في الأعوام الأخيرة.

هنا يجب التنويه إلى أن حساس الرطوبة الذي نتحدث عنه مختلف في الواقع عن الحساسات الخاصة باكتشاف تسرب السوائل إلى الهواتف (النقاط الصغيرة التي تتحول للأحمر إن لامست الماء)، كما أنه لا يتعلق بطريقة حساسية الهواتف الحديثة لوجود رطوبة في مدخل USB، بل يتم تحسس تلك الرطوبة من وجود خلل في نقل الطاقة عبر المنفذ ما ينذر بوجود رطوبة تؤدي لقصر الدارة ولو جزئياً.

 

حساس الإشعاع

بين مختلف الحساسات التي تناولناها في هذا الموضوع التفصيلي لا شك بأن حساس الإشعاع هو الأقل انتشاراً على الإطلاق، فهو اليوم متاح في هاتف واحد فقط: هاتف Sharp Pantone 5 الذي صدر عام 2012 مع قدرة على التقاط الإشعاع النووي بالاعتماد على مقياس Geiger المدمج ضمنه.

بالطبع فقد كان الهاتف أول وآخر هاتف يقدم هذه الميزة كونها لا تمتلك أية أهمية للمستخدم العادي، أما بالنسبة للمختصين ممن يحتاجونها فمقياس مستقل للإشعاع هو دائماً خيار أفضل بل وضروري في مجالهم.