قبل بضعة أسابيع قامت إحدى القنوات الصغيرة على YouTube ببث مباشر لتجربة يقوم فيها مقدم القناة بالتحقق من كون Google يستمع دائماً إلى أي حديث يحصل حول الحاسوب أو الهاتف، ويستخدم المعلومات المستخلصة من الصوت لتحسين خدمة الإعلانات الخاصة به، وربما لغايات أخرى وفق بعض المهووسين بنظريات المؤامرة، ووسط دهشة مقدم القناة وربما الغالبية العظمى من المتابعين، يبدو أن النتيجة كانت إيجابية والموقع الأكبر في العالم يستمع دائماً لما تقوله.
بطبيعة الحال فقد شكل الفيديو ضجة كبيرة جداً حوله، وتمت مشاركته آلاف المرات مع تخطي مشاهداته لبضعة ملايين خلال أيام فقط، على الرغم من أن القناة التي رفعته لم تكن تمتلك سوى بضعة آلاف من المشتركين فقط، ومع كون الأمر حساساً للغاية وقد يكون بوابة للعديد من نظريات المؤامرة أو الأخطار الحقيقية في حال صحته، فمن الواجب التأكد من الأمر والتحقق من كل شيء حصل قبل التسرع بالحكم على الأمر.
بالنسبة للبعض، كان الفيديو تأكيداً قاطعاً لاعتقاد مسبق لديهم بأن هذا ما يحصل حقاً، لكن بالنسبة للكثيرين فالأمر مفاجأة كبرى. وكشخص مهتم للغاية بالتقنية وحريص على مستوى معين من الخصوصية، فقد أثار الأمر فضولي، لكن بعد القليل من البحث فقط كان من الواضح أن الأمر بأكمله خاطئ تماماً، فبالإضافة للثغرات العديدة الموجودة في الفيديو (المرفق أدناه) هناك طريقة بسيطة للتحقق من الأمر سأضعها في نهاية المقال على أي حال.